آراء

البيع والشراء في دكاكين أمريكا وإسرائيل

تورجين رشواني

لم يقلها هفوةً السفير الاميركي في سوريا، عندما قال: سايكس بيكو انتهت .

عندما نرجع الى الوراء قليلاً بدءاً من أحداث 11 سبتمبر التي حدثت في أمريكا، ومروراً إلى الربيع العربي

الذي خلق فوضى خلاقة في كلٍّ من نظام العراق و تونس ومصر وليبيا وسوريا ولبنان والسودان …

حيث خلصت بنتيجة، وأنتجت تغييرات أنظمة وحكومات، و أحداث 7 أوكتوبر ثم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المتمثّل بحماس ثم حرب إسرائيل وحزب الله في لبنان حيث كُسرت شوكة حزب الله و تمّ تهشيم الهلال الشيعي، ومناوشات الحوثيين إلى هذه اللحظة، والتي أنتجت بنشوب حرب بين ايران واسرائيل، ربما تمتدّ أسابيع .

كلّ هذا كان بسبب أحداث 11 أيلول التي تبنّتها القاعدة، لذلك قامت أمريكا بإشعال النار في بيادر الشرق الأوسط وخصوصاً بين أطراف الصراع.

ومن خلال مصالحها استطاعت أن تحسم الأمور في أماكن ،و بسرعة فائقة، دون خسائر، واستطاعت أن تضمّها في صفها ،وفي أماكن أخرى كانت نظرية كسر العظام هي الفالحة إلى أن أدركت اصطياد الفريسة بمساعدة حلفائها وخاصةً تركيا بإشارة وهندسة أمريكية استطاعت أن تقضي على نظام الاسد المخلوع عن طريق هيئة تحربر الشام، وما لبث أن تغيّر شكل النظام في سوريا حيث تبدّلت من الشرق الى الغرب، وفي نفس الوقت أيقظت حليفتها إسرائيل لتلقّن حزب الله درساً لن ينساه أبداً، وبالتالي لم تبقَ سوى رأس الافعى ،ايران التي تمادت بإطالة أذرعها، لذلك اوعزت الى اسرائيل بالمهمة عوضاً عنها كي تجتاز فوق البحر الابيض المتوسط وتكون أمام نافذة روسيا التي تحارب أوكرانيا، حينها سيكون بوتين في صدمةٍ ،حين يرى أوكرانيا من شماله و ترامب من جنوبه وهنا تبدأ اللعبة، وستضطرّ روسيا وتركيا لقبول طلبات أمريكا وإلا سوف تلعب رياح التغيير بالدب الروسي وفي منارة آية صوفيا أيضاً، لذلك نرى أنّ روسيا وتركيا تلهثان لكي تتوقف الحرب الاسرائلية الايرانية الى هذا الحد، والعودة الى مفاوضات الملف النووي الايراني، وكلّ ذلك لخنق إقامة دولة كُردستان القادمة ،

لكن الرياح هبّت ولن يستطيع أحد منعها إلا الله وترامب الذي يتماشى مع مصالح أمريكا ، وهونففسه يقود القطار تحت عباءة اسرائيل ، ويسير مسرعاً، والسير خلفه مشياً لن يؤدّي الى نتيجة والوصول إليه كما يفعلون صعب المنال . لذلك المنطقة تتجه إلى شكل جديد وخريطة جديدة تراعي مصالح أمريكا وإسرائيل وكما تريدان . لكن يجب أن لا ننسى المساومات في عمليات البيع و الشراء بين الدول حيث تحدث بازارات في اللحظات الأخيرة، كما كان حظ كُردستان التي بيعت بين مقررات لوزان و بازارات سابكس بيكو .

أخيراً وحدها مصالح أمريكا وإسرائيل تقرّر الصورة الجديدة لهذا الشرخ الأوسخ المتفسخ والغارق بين الفوضى والفساد والعنصرية بشكليها الديني والقومي، لنرى قادم الأيام هل سيكون البازار على حساب وءد دولة كُردستان أو خلقها وإعادتها .

نهاية شكل الحرب القائمة بين اسرائيل وايران ستكشف الصورة الجلية .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
OSZAR »